الجلسات النسائية مقال من مجلة الوعى الكويتيه
صفحة 1 من اصل 1
الجلسات النسائية مقال من مجلة الوعى الكويتيه
بسم الله الرحمن الرحيم
الجلسات النسائية
للوقت أهمية كبرى فى حياة كل مسلم ، حيث إنه جزء من عمره ، لهذا يقول الحسن البصرى ـ رحمه الله ـ : " يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يومك ذهب بعضك " ، وسوف يسئل الإنسان عن عمره يوم القيامة ، ففى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع .. وذكر منها " وعن عمره فيما أفناه " ، والإنسان بطبيعته يخالط الناس ويعاملهم ، يجلس معهم يحدثهم ويحدثونه ، ولا يستطيع أن يعيش بمفرده معزولا عن الناس ، هذه المجالس وتلك الأحاديث مسطرة على صاحبها فى صحائفه ، قال الله تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " ( ق : 18 ) ، و سوف يحاسب الله تعالى عليها عبده إن خيرا فخيرا ، وإن شرا فشرا ، وكل مجلس مر على الإنسان لابد أن يتحسر عليه يوم القيامة ، إن كان من الذاكرين يتحسر على أنه لم يزدد ذكرا لله لما يرى من عظيم الأجر لمن داوم على ذكر ربه سبحانه وتعالى ، أما إن كان من الغافلين فإن حسرته مؤكدة لا محالة فقد أخرج الترمذى وحسنه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " ما قعد قوم مقعدا لم يذكروا الله ولم يصلوا على النبى صلى الله عليه وسلم فيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة ".
وإذا تكلمنا عن مجالس النساء خاصة ، فإن الحديث الذى يغلب عليها هو عن الأزياء والملابس ما جد منها وما أصبح بعيدا عن ( الموضة ) وكذا الحديث عن السلع والبيع والشراء، والإسلام لا يحرم ذلك أو يجرمه ، ولكن ـ فقط ـ يضبطه بحيث لا يجر هذا الحديث إلى المقارنات بين هذه وتلك ، وهو بالتالى يجعل بعض النساء يسخطن من حالهن ويطالبن أزواجهن بالمساواة بغيرهن من النساء الموسرات ، وهو ـ لاشك ـ تفكير خاطىء وسلوك لا يليق بالأخت المسلمة ، ومما لا يغيب عن جلسات النساء وحديثهن الغيبة والنميمة وما أشهى التجريح والغمز واللمز خاصة وأن الشيطان يزينه ويجمله ، لقد بين الله تعالى خطورة الخوض فى الأعراض ، والإثم العظيم الذى ينتظر المغتابين والهمازين واللمازين ، فقال سبحانه : " ويل لكل همزة لمزة " ( الهمزة : 1) ، وشبه المغتاب بمن يأكل لحم أخيه ميتا ، كذلك حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من آفات اللسان وبين أنه سبب رئيس فى دخول الناس النار ففى الحديث الصحيح عن معاذ بن جبل رضى الله عنه أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " ثكلتك أمك ، وهل يكب الناس فى النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟" ، وقال ابن عباس رضى الله عنهما : " يا لسان ، قل خيرا تغنم ، واسكت عن شر تسلم ، فإنك إلا تفعل تندم " ، وقال أحدهم : رب كلمة قالت لصاحبها : دعنى ، وقال الشاعر محذرا وناصحا:
لسانك لاتذكر به عورة امرىء *** فكلك عورات وللناس ألسن
ومما يذكر من الطرائف أن امرأة ذهبت لزيارة جارتها فجلست طفلة صغيرة مع الزائرة وإذ بها تقول للزائرة: أرنى لسانك ، فقالت المرأة : ولم يا بنية؟ فقالت : لأن أمى تقول إن لسانك طويل !! .
فيا أخواتى المسلمات ، صن لسانكن ، وأكثرن من ذكر الله تعالى ، واجعلن مجالسكن فى ذكر الله وتسبيحه ، فما أجمل أن يكون اللسان ذاكرا شاكرا عفيفا عن أى زلة، وما أجمل أمر ربنا سبحانه وتعالى : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا ( الأحزاب : 41 ـ 42 ).
كمال عبد المنعم محمد خليل
كاتب وباحث إسلامى
ليسانس أصول الدين/جامعة الأزهر
بكالوريوس تجارة/ جامعة القاهرة
الكوم الأحمر / مركز ومحافظة بنى سويف / مصر
هاتف / 0020126208172
الجلسات النسائية
للوقت أهمية كبرى فى حياة كل مسلم ، حيث إنه جزء من عمره ، لهذا يقول الحسن البصرى ـ رحمه الله ـ : " يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يومك ذهب بعضك " ، وسوف يسئل الإنسان عن عمره يوم القيامة ، ففى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع .. وذكر منها " وعن عمره فيما أفناه " ، والإنسان بطبيعته يخالط الناس ويعاملهم ، يجلس معهم يحدثهم ويحدثونه ، ولا يستطيع أن يعيش بمفرده معزولا عن الناس ، هذه المجالس وتلك الأحاديث مسطرة على صاحبها فى صحائفه ، قال الله تعالى : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " ( ق : 18 ) ، و سوف يحاسب الله تعالى عليها عبده إن خيرا فخيرا ، وإن شرا فشرا ، وكل مجلس مر على الإنسان لابد أن يتحسر عليه يوم القيامة ، إن كان من الذاكرين يتحسر على أنه لم يزدد ذكرا لله لما يرى من عظيم الأجر لمن داوم على ذكر ربه سبحانه وتعالى ، أما إن كان من الغافلين فإن حسرته مؤكدة لا محالة فقد أخرج الترمذى وحسنه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " ما قعد قوم مقعدا لم يذكروا الله ولم يصلوا على النبى صلى الله عليه وسلم فيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة ".
وإذا تكلمنا عن مجالس النساء خاصة ، فإن الحديث الذى يغلب عليها هو عن الأزياء والملابس ما جد منها وما أصبح بعيدا عن ( الموضة ) وكذا الحديث عن السلع والبيع والشراء، والإسلام لا يحرم ذلك أو يجرمه ، ولكن ـ فقط ـ يضبطه بحيث لا يجر هذا الحديث إلى المقارنات بين هذه وتلك ، وهو بالتالى يجعل بعض النساء يسخطن من حالهن ويطالبن أزواجهن بالمساواة بغيرهن من النساء الموسرات ، وهو ـ لاشك ـ تفكير خاطىء وسلوك لا يليق بالأخت المسلمة ، ومما لا يغيب عن جلسات النساء وحديثهن الغيبة والنميمة وما أشهى التجريح والغمز واللمز خاصة وأن الشيطان يزينه ويجمله ، لقد بين الله تعالى خطورة الخوض فى الأعراض ، والإثم العظيم الذى ينتظر المغتابين والهمازين واللمازين ، فقال سبحانه : " ويل لكل همزة لمزة " ( الهمزة : 1) ، وشبه المغتاب بمن يأكل لحم أخيه ميتا ، كذلك حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من آفات اللسان وبين أنه سبب رئيس فى دخول الناس النار ففى الحديث الصحيح عن معاذ بن جبل رضى الله عنه أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " ثكلتك أمك ، وهل يكب الناس فى النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟" ، وقال ابن عباس رضى الله عنهما : " يا لسان ، قل خيرا تغنم ، واسكت عن شر تسلم ، فإنك إلا تفعل تندم " ، وقال أحدهم : رب كلمة قالت لصاحبها : دعنى ، وقال الشاعر محذرا وناصحا:
لسانك لاتذكر به عورة امرىء *** فكلك عورات وللناس ألسن
ومما يذكر من الطرائف أن امرأة ذهبت لزيارة جارتها فجلست طفلة صغيرة مع الزائرة وإذ بها تقول للزائرة: أرنى لسانك ، فقالت المرأة : ولم يا بنية؟ فقالت : لأن أمى تقول إن لسانك طويل !! .
فيا أخواتى المسلمات ، صن لسانكن ، وأكثرن من ذكر الله تعالى ، واجعلن مجالسكن فى ذكر الله وتسبيحه ، فما أجمل أن يكون اللسان ذاكرا شاكرا عفيفا عن أى زلة، وما أجمل أمر ربنا سبحانه وتعالى : " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا ( الأحزاب : 41 ـ 42 ).
كمال عبد المنعم محمد خليل
كاتب وباحث إسلامى
ليسانس أصول الدين/جامعة الأزهر
بكالوريوس تجارة/ جامعة القاهرة
الكوم الأحمر / مركز ومحافظة بنى سويف / مصر
هاتف / 0020126208172
مواضيع مماثلة
» التلفزيون مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» الوأد الخفى مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» القدوة فى حياة النشء مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» الأسماء القبيحة والمستوردة جريمة في حق الأبناء مقال من مجلة الوعى الاسلامى الكويتيه للشيخ كمال عبد المنعم
» الضوابط الشرعية للنزهات الأسرية مقال من مجلة الوعى الاسلامى الكويتيه للشيخ كمال عبد المنعم حفظه الله
» الوأد الخفى مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» القدوة فى حياة النشء مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» الأسماء القبيحة والمستوردة جريمة في حق الأبناء مقال من مجلة الوعى الاسلامى الكويتيه للشيخ كمال عبد المنعم
» الضوابط الشرعية للنزهات الأسرية مقال من مجلة الوعى الاسلامى الكويتيه للشيخ كمال عبد المنعم حفظه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى