معلومه رياضيه ...القلب .. سبب الحب ومحل للتفكير

16/03/2008
أغلب الاغانى والقصائد تتغنى بالحب وتؤكد ان مكانه هو القلب.. وبعد زمن طويل جاء العلماء ليقولوا ان القلب مجرد مضخة وان المخ يتلقى كل الاشارات ويرسلها لكل اجزاء الجسم واولها القلب. استقر العلماء على ذلك وصدق بعض العشاق ذلك لكن الدكتور عبد الهادى مصباح استاذ المناعة تحمس اخيرا لنظرية مختلفة تعيد الى القلب مكانته وتؤكد انه مركز الحب بل ان للقلب "مخ" خاص به.
اعراض الحب:

د. عبد الهادى مصباح استاذ المناعة يقول كان الاعتقاد السائد ان المخ هو المسئول عن الحب، لأنه يشعر ويحس ويرسل الأوامر الى القلب على شكل رسائل عصبية يترجمها القلب الى اعراض الحب التى نعرفها لكن احدث الابحاث العلمية اثبتت ان العلاقة بين المخ والقلب ذات اتجاهين ذهابا وايابا، وليس كما كنا نعتقد انها ذات اتجاه واحد من المخ الى القلب فقط وليس العكس، وادخل لأول مرة فى تاريخ الطب تعبير مخ القلب Heart Brain، وأن للقلب جهازا عصبيا خاصا به فى غاية التعقيد يتكون من خلايا وموصلات عصبية وبروتينات، تعمل بشكل مستقل عن الأعصاب المخية.

هذا المخ القلبى يستطيع ان يتعلم ويتذكر ويشعر ويخاف ويؤمن.. وتترجم هذه المعلومات على شكل اشارات عصبية ترسل من القلب الى المخ وتصل هذه الرائل الى الجهاز الوجدانى فى منطقة جذع المخ، وتؤثر فيه من خلال تأثيرها على الأوعية الدموية والغدد الصماء، وتأثير ذلك على الاعضاء، ثم تنتقل تلك الاشارات الآتية من القلب الىالمراكز العليا بالمخ فتستجيب من خلال الاحساس والتقييم واتخاذ القرارات بناء على الخبرات المعرفية المتاحة.

يضيف د. مصباح: لعنى اجد منطقية علمية فى هذا التفسير على الرغم من عدم اكتماله، فالساعة البيولوجية مثلا اعتقد الكثيرون ان مكانها مجموعة من الخلايا العصبية فى المهاد التحتى وسط المخ وتعرف بالنواة فوق التصالبية Supra Chiasmatic nucles وتمثل مركز التحكم فى الايقاع اليومى، وتقوم على تنظيم الجداول الزمنية والتنسيق مع بقيةالخلايا للوصول الى ما يجب ان تكون عله انشطة الجسم على مدار اليوم.. وتوجد هذه النوايا فوق نقطة التقاء العصبين البصرين فى قاع الجمجمة, حيث ان عمل الساعة الداخلية ودورات النور والظلام .. ولكننا اخيرا اكتشفنا ان المخ ليس العو الوحيد فى الجسم الذى يحمل جينات هذه الدورة السركادية التى تتفاعل وتنسجم مع النوم والراحة بالليل، والعمل والاستيقاظ بالنهار، وان هناك اربعة جينات فى نظام الساعة البيولوجية، وتم اكتشافها فى خلايا اخرى من الجسم مثل خلايا الكلى وبعض اعضاء الجسم الأخرى، حتى تفرز بعض هذه البروتينات بالليل عندما يحل الظلام ، وتنخفض نسبتها بالنهار او عند التعرض للضوء، والعكس صحيح بالنسبة للبعض الآخر، اى ان جينات الساعة البيولوجية موجودة داخل كل خلية من خلايا جسمنا لتنظيم عملها وانسجامها مع دورة الليل والنهار بعد ان كنا نظن ان المخ فقط هو الذى يقوم بهذه المهمة ويتحكم فيها.

ذاكرة لاعضاء الجسم:

يؤكد د. مصباح ان القلب ذكر فى مواطن كثيرة من آيات القرأن الكريم والاحاديث الشريفة على انه موطن الايمان، ومن امثلة ذلك قوله الحق "كتب فى قلبوبهم الايمان" المجالدة (22) وايضا "انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم". وكذلك تعريف الايمان فى كثيرمن احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم منها "الايمان ما وقر فى القلب وصدقه العمل"، وفى حديث آخر: الا وان فى الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله، واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهى القلب"

وأشار صلى الله عليه وسلم الى ناحية القلب فى صدره وقال: الايمان هاهنا او التقوى هاهنا وجاءت كل ايات القرأن الكريم لتجعل من القلب موضعا للحب والبغض والتقوى والايمان، والفهم والتعقل: مثل قوله تعالى "الذين امنو وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب" ونجده عز وجل فى اية اخرى يقول "لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها".

اذا كان القلب من الناحية التشريحية والطبية كنا ننظر اليه حتى وقت قريب على انه لا يعدو كونه مجرد مضخة، وان الفهم والادراك والتصديق والانفعال وغيرها، انما هى من وظائف العقل، الذى نعتقد تشريحيا ان مكانة المخ بكل ما فيه من مراكز واسرار، فانه من المنطقى بعد ماذكرنا ان يكون لخلايا القلب عقل وذاكرة وفهم هو المقصود بكل تلك الاشارات التى قيل ان محلها القلب.

واذا كان المخ هو الاداة التى نمارس من خلالها التعقل الذى ميز به الله الانسان على سائر الكائنات، فليس معنى ذلك ان المخ هو العقل فالعقل من خصائص الروح والمخ هو وسيلة التعبير عن العقل، والابحاث والاكتشافات الجديدة التى تناولناها فى هذا الموضوع تشير الى ان للخلايا عقلا وذاكرة مستقلة عن تلك الموجودة بالمخ