الوأد الخفى مقال من مجلة الوعى الكويتيه
صفحة 1 من اصل 1
الوأد الخفى مقال من مجلة الوعى الكويتيه
بسم الله الرحمن الرحيم
الوأد الخفى
يدعى الغربيون فى كل تجمع وائتمار أنهم حماة حقوق الإنسان والمحافظون على حرياته بكافة أشكالها ، سواء كان هذا الإنسان ذكرا أم أنثى ، كبيرا أم صغيرا ، وهم يركزون فى دعوتهم هذه على المرأة وينادون بضرورة إعطائها حقوقها التى سلبت منها ـ حسب زعمهم ـ وهم بهذه الادعاءات يقولون ما لا يفعلون ، وينسبون إلى أنفسهم ما يخالف حالهم وواقعهم إذا فتشنا فى مجتمعاتهم ، و ما يقصدونه فى دعوتهم هذه هو ـ فقط ـ تجريد المرأة فى الغرب من أنوثتها ، وجعلها سلعة رخيصة فى سوق المتعة والفسق والفجور ، إنهم يريدون المرأة العارية التى تعطيهم ما يأملون من ملذات وشهوات ، وقد كان لهم ما أرادوا ، فقد تجردت المرأة من أمومتها ومن حيائها فلا وزن عندها للقيم والأخلاق.
ورغم ما يدعيه الغرب من حفظ حقوق المرأة وعقد المؤتمرات باسمها ، فإنهم الآن لا يرغبون فى إنجاب الإناث ، ويرتكبون جرائم يندى لها الجبين ، هذه الجرائم انتشرت فى الكثير من البلدان الغربية ، بل وتم سن القوانين واللوائح المنظمة لها، ففى هولندا والمجر وبلغاريا والسويد أباحت القوانين إجهاض الأجنة الأنثوية رغبة فى الإكثار من نسل الذكور الذى تقل نسبته فى كل عام عن سابقه ، وهذه الجريمة يمكن أن نطلق عليها " الوأد الخفى " ، وهم لا يتورعون أن يعلنوا على صفحات الجرائد والمجلات لمن تريد أن تفعل ذلك ، ويحددون أسعارا لمن تريد أن تجهض جنينها إذا كان أنثى كل حسب مدة حمله ، وهم بذلك يرتكبون جرما أشد مما كان يرتكبه أهل الجاهلية قبل مجيء الإسلام ، فأين حقوق المرأة التى يطالبون بها فى الوقت الذى لا يريدون مجيئها إلى الحياة بوأدها فى الخفاء وهى جنين ؟! .
ومعروف أن الإسلام حرم وجرم وأد البنات سرا أو علانية ، قال الله تعالى : " وإذا الموءودة سئلت * بأى ذنب قتلت" ( التكوير 8 ـ 9 ) ، وجاء هذا التحريم ليحفظ للمرأة حق الحياة فى هذه الدنيا بعد أن كانت محرومة ومسلوبة منها ، وبعد أن كان مولدها عارا على أبيها وأهل بيتها ، قال الله تعالى : " وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون "( النحل 58 ـ 59 ) ، وقد حرم الإسلام أيضا قتل النفس بغير حق لأى سبب كان ، خاصة الأبناء ، قال الله سبحانه : " ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا " ( الإسراء : 31 ) ، كما شجع الإسلام على تربية الإناث وجعل الجنة ثواب من يفعل ذلك ، فقد روى البخارى ومسلم فى صحيحيهما عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت : " دخلت على امرأة ومعها ابنتان لها تسأل ، فلم تجد عندى شيئا غير تمرة واحدة ، فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ، ثم قامت فخرجت ، فدخل النبى صلى الله عليه وسلم علينا ، فأخبرته ، فقال : من ابتلى من هذه البنات بشىء فأحسن إليهن كن له سترا من النار " .
إن الغربيون يناقضون أنفسهم ، فهم يدعون ظلم الإسلام للمرأة فى الوقت الذى يسمحون فيه بقتل الأنثى وهى جنين !! ، فأى الفريقين أحفظ لحقوق المرأة فى ظل الوأد الخفى الذى أباحه الغرب وسن له قوانين تجيزه .
كمال عبد المنعم محمد خليل
كاتب وباحث إسلامى
ليسانس أصول الدين / جامعة الأزهر/ قسم الدعوة
بكالوريوس تجارة / جامعة القاهرة / قسم محاسبة
الكوم الأحمر / مركز ومحافظة بنى سويف / مصر
هاتف جوال 0020126208172
الوأد الخفى
يدعى الغربيون فى كل تجمع وائتمار أنهم حماة حقوق الإنسان والمحافظون على حرياته بكافة أشكالها ، سواء كان هذا الإنسان ذكرا أم أنثى ، كبيرا أم صغيرا ، وهم يركزون فى دعوتهم هذه على المرأة وينادون بضرورة إعطائها حقوقها التى سلبت منها ـ حسب زعمهم ـ وهم بهذه الادعاءات يقولون ما لا يفعلون ، وينسبون إلى أنفسهم ما يخالف حالهم وواقعهم إذا فتشنا فى مجتمعاتهم ، و ما يقصدونه فى دعوتهم هذه هو ـ فقط ـ تجريد المرأة فى الغرب من أنوثتها ، وجعلها سلعة رخيصة فى سوق المتعة والفسق والفجور ، إنهم يريدون المرأة العارية التى تعطيهم ما يأملون من ملذات وشهوات ، وقد كان لهم ما أرادوا ، فقد تجردت المرأة من أمومتها ومن حيائها فلا وزن عندها للقيم والأخلاق.
ورغم ما يدعيه الغرب من حفظ حقوق المرأة وعقد المؤتمرات باسمها ، فإنهم الآن لا يرغبون فى إنجاب الإناث ، ويرتكبون جرائم يندى لها الجبين ، هذه الجرائم انتشرت فى الكثير من البلدان الغربية ، بل وتم سن القوانين واللوائح المنظمة لها، ففى هولندا والمجر وبلغاريا والسويد أباحت القوانين إجهاض الأجنة الأنثوية رغبة فى الإكثار من نسل الذكور الذى تقل نسبته فى كل عام عن سابقه ، وهذه الجريمة يمكن أن نطلق عليها " الوأد الخفى " ، وهم لا يتورعون أن يعلنوا على صفحات الجرائد والمجلات لمن تريد أن تفعل ذلك ، ويحددون أسعارا لمن تريد أن تجهض جنينها إذا كان أنثى كل حسب مدة حمله ، وهم بذلك يرتكبون جرما أشد مما كان يرتكبه أهل الجاهلية قبل مجيء الإسلام ، فأين حقوق المرأة التى يطالبون بها فى الوقت الذى لا يريدون مجيئها إلى الحياة بوأدها فى الخفاء وهى جنين ؟! .
ومعروف أن الإسلام حرم وجرم وأد البنات سرا أو علانية ، قال الله تعالى : " وإذا الموءودة سئلت * بأى ذنب قتلت" ( التكوير 8 ـ 9 ) ، وجاء هذا التحريم ليحفظ للمرأة حق الحياة فى هذه الدنيا بعد أن كانت محرومة ومسلوبة منها ، وبعد أن كان مولدها عارا على أبيها وأهل بيتها ، قال الله تعالى : " وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون "( النحل 58 ـ 59 ) ، وقد حرم الإسلام أيضا قتل النفس بغير حق لأى سبب كان ، خاصة الأبناء ، قال الله سبحانه : " ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا " ( الإسراء : 31 ) ، كما شجع الإسلام على تربية الإناث وجعل الجنة ثواب من يفعل ذلك ، فقد روى البخارى ومسلم فى صحيحيهما عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت : " دخلت على امرأة ومعها ابنتان لها تسأل ، فلم تجد عندى شيئا غير تمرة واحدة ، فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ، ثم قامت فخرجت ، فدخل النبى صلى الله عليه وسلم علينا ، فأخبرته ، فقال : من ابتلى من هذه البنات بشىء فأحسن إليهن كن له سترا من النار " .
إن الغربيون يناقضون أنفسهم ، فهم يدعون ظلم الإسلام للمرأة فى الوقت الذى يسمحون فيه بقتل الأنثى وهى جنين !! ، فأى الفريقين أحفظ لحقوق المرأة فى ظل الوأد الخفى الذى أباحه الغرب وسن له قوانين تجيزه .
كمال عبد المنعم محمد خليل
كاتب وباحث إسلامى
ليسانس أصول الدين / جامعة الأزهر/ قسم الدعوة
بكالوريوس تجارة / جامعة القاهرة / قسم محاسبة
الكوم الأحمر / مركز ومحافظة بنى سويف / مصر
هاتف جوال 0020126208172
مواضيع مماثلة
» التلفزيون مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» الجلسات النسائية مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» القدوة فى حياة النشء مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» الأسماء القبيحة والمستوردة جريمة في حق الأبناء مقال من مجلة الوعى الاسلامى الكويتيه للشيخ كمال عبد المنعم
» الضوابط الشرعية للنزهات الأسرية مقال من مجلة الوعى الاسلامى الكويتيه للشيخ كمال عبد المنعم حفظه الله
» الجلسات النسائية مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» القدوة فى حياة النشء مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» الأسماء القبيحة والمستوردة جريمة في حق الأبناء مقال من مجلة الوعى الاسلامى الكويتيه للشيخ كمال عبد المنعم
» الضوابط الشرعية للنزهات الأسرية مقال من مجلة الوعى الاسلامى الكويتيه للشيخ كمال عبد المنعم حفظه الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى