القوامة مقال من مجلة الوعى الكوييه
صفحة 1 من اصل 1
القوامة مقال من مجلة الوعى الكوييه
بسم الله الرحمن الرحيم
القوامة الحقة
قد يظن بعض الرجال ممن قل فهمهم فى دين الله تعالى أن القوامة التى منحهم الله سبحانه إياها سيف مسلط على رقاب نسائهم للتحكم فيهن تحكما قد يؤدى فى كثير من الأحيان إلى ظلمهن وهضم حقوقهن ، ولاينكر أحد أن القوامة شرع من الله تعالى ، قال سبحانه :"الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم .. " ( النساء : 34 ) ، وقال تعالى : " وللرجال عليهن درجة "( البقرة : 228 ) ، وقد روى أحمد وابن ماجة بسند حسن أن رسول الله قال : " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " ، ورغم كل هذا فقد أمر الله تعالى الأزواج بحسن عشرة زوجاتهم فقال سبحانه : " وعاشروهن بالمعروف ..” ( النساء : 19 ) ، وروى أحمد والترمذى أن رسول الله قال : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا " ، والمسلم الصادق الملتزم بأحكام دينه الحنيف يستخدم هذه القوامة كسبيل إلى حسن المودة والعشرة بينه وبين زوجته ، فيحسن التوجيه ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويصون عرضه ، ويجنب أهله أماكن الفسق والفجور ، ويحثهم على التستر والعفاف والوقار ، كل ذلك فى إطار من الرفق واللين والقول الحسن ، حتى تؤتى النصيحة ثمارها ، وتنفع الموعظة فما كان الرفق فى شىء إلا زانه ، وما نزع منه إلا شانه.
والزوجة بالنسبة للرجل هى السكن والمودة والرحمة ، ورغم ذلك فإن النساء لايسلمن من العيوب والتصرفات التى تثير الغضب والحفيظة ، والزوج لابد أن يعلم ذلك جيدا ، لهذا أوصى النبى من طلب نصيحته بقوله : " لاتغضب ، ورددها مرارا"(رواه البخارى) ، وروى مسلم فى صحيحه أن رسول الله قال : " لا يفرك ( لا يبغض ) مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقا رضى منها آخر" ، وإذا أحس الزوج بتقصير من زوجته فليقوم هذا التقصير بأدب وأخلاق القرآن الكريم ، يقول الله تعالى : " واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا " ( النساء : 34 ) ، وهذا التدرج فى التقويم والإصلاح يتفق وطبيعة المرأة التى يغلب عليها طابع العناد ، لذا أوصانا النبى بحسن معاملة النساء ، فقد روى البخارى ومسلم وغيرهما عن أبى هريرة قال : قال رسول الله : " استوصوا بالنساء خيرا ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج ما فى الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء " ، وفى رواية لمسلم " إن المرأة خلقت من ضلع ، لن تستقيم لك على طريقة ، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها ، وكسرها طلاقها ".
وتعجب من بعض الرجال ممن انتكست فطرهم ينظرون إلى القوامة على أنها إذلال للمرأة وإهانة لها ، وإهدار لكرامتها ، بل ويصل الأمر عند بعضهم إلى أمر زوجته بالمنكر ونهيها عن المعروف ، وكم من امرأة اشتكت لأن زوجها يرفض أن تتحجب وتتعفف ، ويأمرها بالسفور ، ويدعى أن له القوامة فى كل شىء ، إنها فى هذا المقام ليست قوامة ، بل دياثة ، وأمر بالمعصية ، روى أحمد فى مسنده أن رسول الله قال : " ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة ، مدمن الخمر ، والعاق ــ أي العاق لوالديه ــ والديوث الذى يقر فى أهله الخبث " ، وإذا عصت المرأة زوجها فى طاعة الله تعالى لا يحق له أن يتحجج بالقوامة ، لأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ، فالطاعة لا تكون إلا فى المعروف.
إن القوامة الحقة معناها المسئولية الكاملة عن الأسرة زوجة وأبناء ، إنفاقا ورعاية وتوجيها وتقويما بما يصلح دينهم ودنياهم ، فالقوامة الحقة تحتاج إليها المرأة ، بل وتطالب بها خاصة إذا أحيطت بحسن المعاشرة والمودة والرحمة.
***************************************************
كمال عبد المنعم محمد خليل
كاتب وباحث إسلامي
الكوم الأحمر / مركز ومحافظة بنى سويف / مصر
هاتف جوال / 0126208172
القوامة الحقة
قد يظن بعض الرجال ممن قل فهمهم فى دين الله تعالى أن القوامة التى منحهم الله سبحانه إياها سيف مسلط على رقاب نسائهم للتحكم فيهن تحكما قد يؤدى فى كثير من الأحيان إلى ظلمهن وهضم حقوقهن ، ولاينكر أحد أن القوامة شرع من الله تعالى ، قال سبحانه :"الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم .. " ( النساء : 34 ) ، وقال تعالى : " وللرجال عليهن درجة "( البقرة : 228 ) ، وقد روى أحمد وابن ماجة بسند حسن أن رسول الله قال : " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " ، ورغم كل هذا فقد أمر الله تعالى الأزواج بحسن عشرة زوجاتهم فقال سبحانه : " وعاشروهن بالمعروف ..” ( النساء : 19 ) ، وروى أحمد والترمذى أن رسول الله قال : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا " ، والمسلم الصادق الملتزم بأحكام دينه الحنيف يستخدم هذه القوامة كسبيل إلى حسن المودة والعشرة بينه وبين زوجته ، فيحسن التوجيه ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويصون عرضه ، ويجنب أهله أماكن الفسق والفجور ، ويحثهم على التستر والعفاف والوقار ، كل ذلك فى إطار من الرفق واللين والقول الحسن ، حتى تؤتى النصيحة ثمارها ، وتنفع الموعظة فما كان الرفق فى شىء إلا زانه ، وما نزع منه إلا شانه.
والزوجة بالنسبة للرجل هى السكن والمودة والرحمة ، ورغم ذلك فإن النساء لايسلمن من العيوب والتصرفات التى تثير الغضب والحفيظة ، والزوج لابد أن يعلم ذلك جيدا ، لهذا أوصى النبى من طلب نصيحته بقوله : " لاتغضب ، ورددها مرارا"(رواه البخارى) ، وروى مسلم فى صحيحه أن رسول الله قال : " لا يفرك ( لا يبغض ) مؤمن مؤمنة ، إن كره منها خلقا رضى منها آخر" ، وإذا أحس الزوج بتقصير من زوجته فليقوم هذا التقصير بأدب وأخلاق القرآن الكريم ، يقول الله تعالى : " واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا " ( النساء : 34 ) ، وهذا التدرج فى التقويم والإصلاح يتفق وطبيعة المرأة التى يغلب عليها طابع العناد ، لذا أوصانا النبى بحسن معاملة النساء ، فقد روى البخارى ومسلم وغيرهما عن أبى هريرة قال : قال رسول الله : " استوصوا بالنساء خيرا ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج ما فى الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء " ، وفى رواية لمسلم " إن المرأة خلقت من ضلع ، لن تستقيم لك على طريقة ، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها ، وكسرها طلاقها ".
وتعجب من بعض الرجال ممن انتكست فطرهم ينظرون إلى القوامة على أنها إذلال للمرأة وإهانة لها ، وإهدار لكرامتها ، بل ويصل الأمر عند بعضهم إلى أمر زوجته بالمنكر ونهيها عن المعروف ، وكم من امرأة اشتكت لأن زوجها يرفض أن تتحجب وتتعفف ، ويأمرها بالسفور ، ويدعى أن له القوامة فى كل شىء ، إنها فى هذا المقام ليست قوامة ، بل دياثة ، وأمر بالمعصية ، روى أحمد فى مسنده أن رسول الله قال : " ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة ، مدمن الخمر ، والعاق ــ أي العاق لوالديه ــ والديوث الذى يقر فى أهله الخبث " ، وإذا عصت المرأة زوجها فى طاعة الله تعالى لا يحق له أن يتحجج بالقوامة ، لأنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ، فالطاعة لا تكون إلا فى المعروف.
إن القوامة الحقة معناها المسئولية الكاملة عن الأسرة زوجة وأبناء ، إنفاقا ورعاية وتوجيها وتقويما بما يصلح دينهم ودنياهم ، فالقوامة الحقة تحتاج إليها المرأة ، بل وتطالب بها خاصة إذا أحيطت بحسن المعاشرة والمودة والرحمة.
***************************************************
كمال عبد المنعم محمد خليل
كاتب وباحث إسلامي
الكوم الأحمر / مركز ومحافظة بنى سويف / مصر
هاتف جوال / 0126208172
مواضيع مماثلة
» التلفزيون مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» الجلسات النسائية مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» الوأد الخفى مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» القدوة فى حياة النشء مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» هل من الضروري أن يقول الطفل >نعم<؟ مقال من مجلة الوعى الاسلامى للشيخ الفاضل كمال عبد المنعم
» الجلسات النسائية مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» الوأد الخفى مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» القدوة فى حياة النشء مقال من مجلة الوعى الكويتيه
» هل من الضروري أن يقول الطفل >نعم<؟ مقال من مجلة الوعى الاسلامى للشيخ الفاضل كمال عبد المنعم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى